"مفتاح النجاة".

كتب : محمدأحمد
السبت 19 يوليو 2025 - 12:38 ص

"مفتاح النجاة"

بقلم: محمد أحمد

في هذه الحياة المتقلبة، يمضي الإنسان وسط دوامة من الصراعات: همومٌ لا تنتهي، أحلامٌ تتعثر، ومواقف تُكسر فيها الروح رغم صلابتها. كثيرون يبحثون عن مخرج، عن طوق نجاة، عن يد تمتد وسط الغرق، أو نورٍ يظهر في نهاية النفق. لكن، القليلون فقط من يدركون أن "النجاة لا تُهدى، بل تُكتشف".

النجاة ليست دائمًا في الأشخاص، ولا في المال، ولا في المنصب. كل هذه أشياء تأتي وتذهب، مفتاح النجاة الحقيقي في الداخل، في علاقتك بالله، في ثباتك عندما يرتجف كل شيء، في يقينك حين ينهار من حولك كل ما كنت تظنه ثابتًا.

كلنا نمرّ بلحظات نشعر فيها أن الأبواب أُغلقت، وأن الطرق سدت، لكن من عرف باب الله لم يُهزم مهما ضاق به الحال. النجاة ليست في التخلص من الألم، بل في "حمل الألم بإيمان"؛ ليست في تجنّب الخوف، بل في السير رغم الخوف. إنها في أن تقول: "اللهم أعنّي"، ثم تمضي.

مفتاح النجاة هو أن لا تفقد نفسك وأنت تحاول النجاة. أن لا تتخلى عن قيمك لتتجاوز أزمة، ولا تكذب لتنجو، ولا تظلم لتتقدم. النجاة التي تأتي على حساب مبادئك… ليست نجاة، بل سقوط بشكل أنيق.

الناجون بحق هم الذين يبكون ليلًا، ثم ينهضون صباحًا بابتسامة. الذين يصلّون ركعتين في عمق اليأس، ثم يكملون الطريق. هم من تعرّضوا للسقوط ولم يتوقفوا عنده، بل جعلوه درجة في سُلّم الصعود.

أيها الإنسان…

إذا ضاقت بك السبل، وتكسّرت فيك الأحلام، تذكّر أن النجاة ليست حيث تتوقع، بل حيث يُراد لك أن تتعلم، وتُختبر، وتنضج.

تذكّر أن النجاة لا تُمنح لمن ينتظرها، بل لمن يسعى إليها وهو يردد:

"حسبنا الله ونعم الوكيل".

 



جديد الأخبار