طوفان الأقصى.. نتائج حرب غزه.

كتب : ...............
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 - 09:23 م

كتب : د. عبدالحميد كمال 

 

فشل الجيش الإسرائيلي بعدم تحقيق الأهداف المعلنة بالقضاء على حماس والإفراج بالقوة عن الأسرى الإسرائيليين.

وبسبب المقاومة الفلسطينية مازالت المعارك مستمرة رغم الفرق بين إمكانيات الجيش الإسرائيلي وقدرات المقاومة وامكانياتها مازالت المعارك مستمرة رغم مرور ما يزيد عن 63 يوماً قد تمتد إلى أوائل يناير 2024 وفق التصريحات والتسريبات الأمريكية.

أولاً النتائج العسكرية

كشفت حرب 7 أكتوبر مدي ضعف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي خصوصاً الوحدة (8200) بما تملك من أجهزة تصنت ورصد وتحليل معلومات بأحدث الأجهزة بجمع المعلومات عن المنطقة العربية وتم الاختراق والاستيلاء على المعلومات عن العملاء داخل فلسطين والمنطقة وكذلك معلومات عن عمليات التجسس بمنطقة البحر الأحمر "مصر / السعودية / إيران"، فضلاً عن بيانات تفصيلية لأسماء ضباط وجنود وقادة للمنطقة الجنوبية.

وكان نجاح المقاومة ملفتاً فى الخداع الاستراتيجي واختيار توقيت يوم الحرب والتخطيط لرد الفعل الإسرائيلي والاستعداد له وقد شمل الانتصار وقائع منها:

تدمير مئات الدبابات والآليات الإسرائيلية وإصابة وتعطيل منظومة القبة الحديدية.

التعبئة العامة لجنود الاحتياطي الإسرئيلي مما أربك الجيش فى عمليات نقل الجنود من الحياة المدنية والاسترخاء إلى أرض المعارك الساخنة.

فقدت إسرائيل " 2000 " جندي وظابط وإصابة "5000" الف جريح من بينهم "2000" اصابة خطيرة شملت عاهات مستديمة " قطع اطراف – ارجل – اذرع – عيون – ارتجاجات فى المخ " وذلك لاول مرة فى الحروب التى خاضتها اسرائيل منذ الاحتلال لفلسطين والبيانات اذاعها المتحدث الرسمي للحكومة الاسرائيلية ونشرتها وكلات الأنباء " 9 ديسمبر 2023 " .

تم اسر عدد من الجنود والضباط من رتب قيادة الجيش بين ( العقيد / العميد / الجنرال ) ومجندات .

فضح الاداء الضعيف للجيش الإسرائيلي ( الذي لا يقهر).

رجم المدن والمستعمرات داخل إسرائيلي بقذائف صاروخية ومدفعية ورشقات مستمرة شملت الداخل الإسرائيلي لأول مرة فى اتساع بمدن ( تل ابيب – القدس – حيفا – 24 مستوطنة ومدن متعددة شمال – شرق وحتي آيلات.

تم فضح اخلاقيات الجيش الإسرائيلي فى استهداف الحياة المدنية للعزل والنساء والاطفال فى مجازر بشرية بعيداً عن الاهداف العسكرية.

رغم إطلاق ما يزيد عن 15 ألف غارة للطيرات الاسرائيلي تم تمدير ما يزيد عن 60% من مساكن غزة ومنشائتها المدنية .. ولم يحقق أي انتصار عسكري سوي ما يزيد عن 17 ألف قتيل فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.

هروب عدد من الجنود ومحاكمة قائد احد الوحدات بسبب عدم سيطرته على الجنود.

رغم استمرار الطائرات الأمريكية التى تنقل يومياً لإسرائيل ذخائر وأسلحة أخري الرحلة رقم (200) التى كشفت عنها وكالات الأنباء والصحف الإماراتية بالإضافة لوجود حاملات الطائرات الأمريكية.

وعلي المستوي الإقليمي اتسعت دائرة الحرب بين حزب الله فى الشمال والحوثيين من الجنوب من اليمن مع استهداف القوات الأمريكية فى العراق وسوريا وقتل عدد من الجنود الأمريكان وهي ما قد تؤدي الى اتساع الأمر إلى حرب إقليمية فى المنطقة.

ثانياً أما عن المستوي السياسي

تحقيق الانتصار للمقاومة الفلسطينية اعاد القضية الفلسطينية على جدول اعمال العالم والمجتمع الدولي وأصبحت رقم (1) باولوية مطلقة ، وباهتمام دولي وعربي واقليي شمل " الامم المتحدة – الجمعية العمومية – مجلس الأمن – الصليب الأحمر – الهلال الأحمر - منظمات الصحة العالمية – جامعة الدول العربية ".

كما توارت أخبار حرب اوكرانيا – الحرب السودانية وغيرها والجميع يتحدث عن اهمية انهاء الاحتلال واهمية الدولتين " الفلسطينية – الاسرائيلية " .. ووصل الامر للحديث الى ما يعد انتهاء الحرب .

كما ظهر اتساع للتضامن الشعبي فى جميع انحاء العالم شمل " امريكا – اوربا – اسيا – افريقيا حتي استراليا " فى مظاهر ومواقف متعددة ووقف اطلاق النار شملت " مسلمين – يهود – مسحيين " .

إرسال المساعدات الدولية إلي غزة.

ثالثاً أما عن الخسائر الاقتصادية والداخلية

فقد لحقت الخسائر الاقتصادية والمالية باسرائيل التى ادت الى وقف الانتاج والخدمات من السياحة – النقل – الزراعة – التجارة – التصدير والاستيراد فضلا عن التكلفة اليومية لمصروفات الحرب وتعويضات سكان المستوطنات فضلا عن خسائر فى انخفاض قيمة الشيكل الاسرائيلي وخسائر فى قطاع البنوك وفق التقديرات الاسرائيلية ومصادرها المعددة.

يضاف الى ذلك الهجرة العكسية من اسرائيل واخلاء ما يزيد عن 22 مدينة استطانية ، وتهديد للحياة داخل اسرائيل يضاف الى ذلك الشرخ داخل المجتمع الاسرائيلي والمطالبة بمحاكمة المسئولين عن الحرب .

رابعاً على المستوي العربي

كشفت حرب 7 اكتوبر التباين بين المواقف العربية بين المؤيد والمناصر مع القضية الفلسطينية وبين المعادي لها والى حماس بشكل خاص .

ورغم الجهود الدبلوماسية بعقد مؤتمرات جامعة الدول العربية ومنظمة العالم العربي والاسلامي .. ومؤتمرات القاهرة للسلام وغيرها من الفعاليات عن ادوار ايجابية مطالبة برفض التهجير القصري ووقف النار والمساعدات الانسانية .. غير انها من جانب اخر اظهرت ضعف عربي عام تجاه القضية الفلسطينية .

وقف التطبيع مع العدو الاسرائيلي .

المطالبات الشعبية والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني باغلاق السفارات الاسرائيلية او سحب السفراء الاسرائيلين أو طردهم .

اتساع مظاهر العداء لبعدو الاسرائيلي تجاه المجاز الانسانية التى يقوم بها جيش العدو .

وبعد لازالت احداث قصف المدانين واستهداف وتدمير الدبابات الاسرائيلية والمقاومة بين حماس وحزب الله والحوثيين فى اشباك مستمر .. ومازال المقاومة الفلسطينية (حماس) قادرة على المناورة واصبحت قدراتها على التفاوض افضل مع خلق الفرص المتاحة لتكبد العدو خسائر بشرية وعسكرية .

فضلا عن قدرة المقاومة على ادارة معارك تتعلق بالحروب الاعلامية قد ظهر ذلك واضحاً من الممارسات الاخلاقية الراقية فى التعامل مع الاسري من النساء والاطفال الاسرائلية وفى التعامل مع الاسري من الجنسيات الاخري غير الاسرائيلية.

فضلاً عن المناورات العسكرية التكتيكية والاستراتيجية وحتي العمل السياسي والدبلوماسي الذي يخدم على القضية الفلسطينية.

وقد أظهر إعلام حماس نقاط هامة فى الردود السريعة أو بالإعلانات عن نتائج المقاومة بالصور والفيديو والتى تسبب فى ارتباك للعدو الإسرائيلي.

ومازالت المعارك مستمرة .. سوف تكشف جوانب أخرى كثيرة لصالح الانتصار السياسي والعسكري على أرض الواقع.. تتجه نحو دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة.

د. عبد الحميد كمال

كاتب صحفي وبرلماني سابق