"تلوث النيل" من المخاطر التى تواجه أبناء الوادى رغم الاحتياج الشديد لكل قطرة من هبة الله، التى وهبها لشعب النهر العظيم، ففى محافظة أسوان، ورغم أنها تعد أولى مناطق الجمهورية فى شريان النيل، إلا أن بعض المناطق فيها لم تنج من التلوث، بالإضافة إلى تصريف مياه الصرف الصحى فى النيل، فهناك مشكلة تلوث أخرى تواجه سكان قرية المنصورية بمركز دراو.

كتب :
الأحد 11 نوفمبر 2018 - 11:37 ص

"تلوث النيل" من المخاطر التى تواجه أبناء الوادى رغم الاحتياج الشديد لكل قطرة من هبة الله، التى وهبها لشعب النهر العظيم، ففى محافظة أسوان، ورغم أنها تعد أولى مناطق الجمهورية فى شريان النيل، إلا أن بعض المناطق فيها لم تنج من التلوث، بالإضافة إلى تصريف مياه الصرف الصحى فى النيل، فهناك مشكلة تلوث أخرى تواجه سكان قرية المنصورية بمركز دراو.

 
السدة الشتويةالسدة الشتوية

"اليوم السابع" استمع إلى أهالى المنطقة الذين يعانون من هذه المشكلة، بالتزامن مع حلول فصل الشتاء فى كل عام، نتيجة وقوع هذه القرية عبارة عن جزيرة وسط النيل، يحدها من الجهة الشرقية للنيل معبد كوم أمبو بمنطقة البيارة، وتبعد نحو 51 كيلو متراً شمال مدينة أسوان، وتضم 9 نجوع وهى "العمدة والقيزان القبلى والقيزان البحرى والشيخ يوسف الحسيناب والقوز البحرى والقوز القبلى والقوز الشرقى والقوز الغربى وأم حامض"، ويبلغ تعداد سكان القرية نحو 13 ألفا و651 نسمة.

قال الشريف طه مصطفى، أحد الأهالى المتضررين، إن المشكلة باختصار أن قرية المنصورية غرب دراو هى عبارة عن جزيرة تحدها مياه النيل من كل جانب، وتعانى كل شتاء من مشكلة لا مفر منها، حيث أن منسوب المياه يقل فى فصل الشتاء الأمر الذى يؤثر سلباً على مرشح مياه الشرب بالنسبة للأهالى، مشيراً إلى أن العام السابق تم مد مواسير لوسط النيل حتى تتمكن للمضخات أن ترفع مياه نظيفة تصلح للاستخدام الآدمى، لافتاً إلى أن الأهالى البسطاء رضوا بالحل رغم وجود أنواع كثيرة من التلوث.

انحسار المياه بالقريةانحسار المياه بالقرية

وتابع الشريف طه، لـ"اليوم السابع"، أن هذا العام الطين لم يزد بله بل زاد يبسا – على حد وصفه - وتلوثا أكثر شيئا فشيئا فلم تستطع تلك المواسير رفع المياه لزيادة نسبة الجفاف هذا العام، وهو الأمر الذى دفع المسئولون لحفر بئر وهو عبارة عن طلمبة لسحب مياه جوفية من الأرض، مشيراً إلى أن الأهالى فى حالة يرثى لها فالمياه لونها وطعمها مختلفين، كما أنهم أصبحوا عرضه لانتشار الأمراض الخطيرة والأوبئة، مناشدين المسئولين بإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة.

منى رضوان، واحدة من أهالى قرية المنصورية، أضافت فى الحديث عن المشكلة قائلةً: "عندما يحل فصل الشتاء الوضع يتغير عند مرسى معدية النيل، حيث تنحسر المياه إلى الداخل وتبعد عن شاطئ المرسى، وهو ما يعرف بالسدة الشتوية، ولا تستطيع المعدية واللنشات النهرية الاقتراب من المراسى، مما دفع الأهالى إلى الاجتهاد والتكاتف مع بعضهم البعض لجمع أكوام الرمال والأتربة لصناعة جسر ترابى يمتد حتى عمق النيل حيث ترسو المعدية والمراكب النيلية، على نفقات الأهالى الخاصة، دون أن تجد الوحدة المحلية لمدينة دراو وكذلك المجلس القروى حل لهذه المشكلة التى تؤرق الأهالى".

رافع المياهرافع المياه

وأشار رمضان حسن، من أهالى قرية المنصورية، إلى أن مياه الشرب تختلط بالسولار ومخلفات المراكب واللنشات النهرية وتجعل الأطفال والكبار فى القرية عرضة للإصابة بالحمى والفشل الكلوى، لأنه لا يوجد مصدر للمياه إلا من تلك المحطة، فلابد من تغيير موقع مأخذ مياه الشرب للقرية، موضحاً أن السيدات والصبيان فى القرية يلجأون إلى ملأ جراكن مياه من ضفاف النيل بعيداً عن مأخذ المياه الملوث والقريب من مرسى اللنشات.

قرية المنصوريةقرية المنصورية

فى المقابل، أعلن المهندس عادل وهيب رئيس قطاع مياه الشرب والصرف الصحى بكوم أمبو، عن انتهاء المشكلة الخاصة بمأخذ مياه الشرب بقرية المنصورية، خلال الأيام القليلة المقبلة، موضحاً أن المشكلة سببها انخفاض منسوب المياه فى المنطقة التى يتم سحب المياه منها داخل النيل عبر مواسير مرشح وطلمبات المنصورية، والتى تسببت فى سحب كميات من الطين مع مياه الشرب على مدار اليومين الماضيين.

وأشار إلى أنه تم إرسال فرق عمل إلى منطقة مأخذ مياه الشرب بالمنصورية، لمد مواسير جديدة للوصول إلى أقصى منسوب من المياه لتغذية المنطقة بمياه الشرب النقية.

مأخذ مياه الشربمأخذ مياه الشرب

وفى سياق متصل، ونظراً لانحسار مياه النيل خاصة فى منطقة المنصورية التى تسببت العام الماضى فى شحوط البواخر السياحية، تبحث محافظة أسوان مع الوزارات والجهات المعنية لضمان عدم تكرار ظاهرة شحوط البواخر السياحية وبهدف تأمين سلامة الملاحة النهرية بمجرى النيل أمام البواخر خلال فترة السدة الشتوية، وذلك ضمن استعدادات المحافظة لاستقبال الموسم السياحى الجديد.

مواسير رفع مياه الشربمواسير رفع مياه الشرب

ومن المقرر أن يتم إنهاء أعمال التكريك والتطهير بمجرى النيل بنهاية نوفمبر الحالى – بحسب تصريحات محافظ أسوان - والتى يتم تنفيذها من خلال شركتين تحت إشراف الهيئة العامة للنقل النهرى بواقع 17 منطقة منهم 7 مناطق فى نطاق محافظة الأقصر ، بجانب 10 مناطق فى نطاق محافظة أسوان ، مع تركيب الشمندروات المطلوبة فى مناطق الاختناقات من أسوان إلى الأقصر وذلك بإجمالى 60 شمندورة سيتم وصولهم خلال أسبوعين لضمان عدم حدوث شحوط فيها للبواخر السياحية.

وأكد محافظ أسوان، أن الإجراءات والجهود التنفيذية التى يتم بذلها بالتنسيق بين كافة الجهات المعنية لتنفيذ أعمال التطهير والتكريك المسبق بالمجرى الملاحى لنهر النيل قبل بدء السدة الشتوية ستساهم فى ضمان انتظام الحركة الملاحية على الوجه الأكمل ، مؤكداً على أن تحقيق ذلك بشكل مسبق سيساهم بدوره فى تسيير جميع رحلات البواخر والفنادق العائمة العاملة بين أسوان والأقصر والعكس فى سهولة داخل المجرى الملاحى من أجل استمتاع السائحين والزائرين لأسوان ببرنامجهم السياحى لزيارة المعالم السياحية والأثرية.

وأوضح أن ذلك يساهم بدوره فى القضاء نهائياً على ظاهرة شحوط البواخر السياحية وهو الذى يتطلب فى نفس الوقت إلزام أصحاب البواخر السياحية والفنادق العائمة بضرورة الالتزام بالمسار الملاحى المحدد لها داخل نهر النيل، والذى يأتى ضمن تعليمات وإرشادات النقل النهرى، لتلافى تعرضها لأى شحوط أو خلاف ذلك مستقبلياً، وبما يضمن توفير أعلى درجات السلامة والأمان للمواطنين والسائحين.

 

 

 

 

 

 

 



جديد الأخبار